نساء كثيرات يشتكين من برودة أزواجهن في العلاقة الحميمة، تقول واحدة من صديقاتي المقربات “لم ننم منذ سنة!”..
الشكاوى تتشابه تقريبا في كل مكان “لا يبادر”، “يتأخر في النوم”، “لا يتحرك من أمام التلفزيون أو اللاب توب”، “لا تتفاعل”، “لا تتفرغ”، “لا تجد الوقت لي”. نساء جميلات، ناجحات، صغيرات في السن، وشبان في مقتبل العمر، يعانون من برود العلاقة الجنسية. ما الذي يحدث في عالمنا تحديدا ليؤدي إلى هذا المآل، حتى أن صحيفة هولندية معروفة عنونت أحد مقالاتها بـ“في التسعينات، كان هناك شيء اسمه الجنس”.
تقول عبير صراص، مديرة موقع الحب ثقافة “تصلنا
على الموقع، شكاوى كثيرة تصب في نفس المنحى، والغريب أن أغلبها من شبان وشابات في مقتبل العمر”.
على الموقع، شكاوى كثيرة تصب في نفس المنحى، والغريب أن أغلبها من شبان وشابات في مقتبل العمر”.
علياء جاد، أخصائية الطب الجنسي والنفسي، تعدد أسباب البرود الجنسي لدى فئة الشباب، بأنها إما نفسية أو عضوية، وأن الحل يكمن في البحث عن السبب ومعالجته.
لكن باحثين غربيين عثروا على أسباب أخرى وراء هذه الظاهرة، من بينها، نوعية الحياة التي نحياها اليوم وما يميزها من ضغط وشد أعصاب وتوتر.. ووسائل حديثة.
دراسة بريطانية في صفوف 15.000 شاب وشابة تتراوح أعمارهم بين 16 و44 سنة، خلصت إلى أن الشباب يمارسون الجنس أقل من 4 مرات في الشهر، مقابل 6 في التسعينات.
الدراسة استنتجت أيضا أن طبيعة الحياة العصرية جعلت الشباب يقلقون على مستقبلهم ووظائفهم ودخلهم أكثر من قلقهم على حياتهم الجنسية، والغريب أن جهازا مثل الهاتف الذكي يلعب دورا مهما في تقليل الرغبة الجنسية لدى الشباب، ذلك أن معظمنا اليوم يحمل هاتفه معه إلى الفراش ليتسلى بمشاهدة الفيديوهات ويتواصل مع أصدقاء العالم الافتراضي.
رغم كل هذه التبريرات، إلا أن أخصائيين اجتماعيين وخبراء علاقات يتساءلون بجدية: ألا يبدو العالم في طريقه إلى العودة إلى “التعفف؟”
الحقيقة أن شيئا ما يتغير، في هذا الجانب، حتى داخل العالم الغربي نفسه، ففي الوقت الذي كانت فيه برامج التوعية الجنسية تملأ القنوات في التسعينات من القرن العشرين، صار الآن تصوير مشهد تثقيفي مثل: كيف تقبل امرأة لأول مرة؟ يثير الكثير من الانتقادات والتحفظات وردود الفعل المستنكرة.
خبراء أرجعوا أسباب عودة النزوع إلى “التعفف” إلى تنامي العامل الديني في مناطق مختلفة من العالم، بما في ذلك العالم الغربي، وهناك من يرى أن “التعفف” “سلوك حضاري” يتماشى مع متطلبات المرحلة الراهنة التي تختلف في جوهرها وتوجهها الفكري عن مراحل سابقة مرت بها المجتمعات، وهو ما يفسر أن ظاهرة العراء في البيوت والشطآن مثلا، التي انتشرت في الغرب خلال الثورة الجنسية في السبعينات وما لحقها عادت اليوم لتصل إلى أدنى مستوياتها، حتى أن مدينة مثل أمستردام، المعروفة بتحررها الجنسي وتعتبر ثورتها الجنسية مفخرة، باتت تأنف من منظر امرأة شبه عارية تستلقي في إحدى حدائقها العمومية، ولم يعد غريبا أن ترى شرطيا يقف حذوها يسألها عن سبب استلقائها على هذا النحو المستفز.
وربما لهذا السبب بدأت نواقيس الخطر تدق في جهات مختلفة، مشيرة الى أن علاقة وطيدة تربط بين مساحة الحريات والكبت الجنسي، فكلما تراجعت الحريات، ازداد الكبت وقلًت الرغبات!
No comments:
Post a Comment